The Queen Janat عـضـو جـديـد
الـجـنـس : تاريخ التسجيل : 21/04/2012 عدد المساهمات : 18 الـهـوايـه : الـمـزاج : SMS : MMS : أوسـمـتـي : الـتـقـييـم : 10
| موضوع: الجيل الضائع السبت 21 أبريل 2012, 2:52 am | |
|
« إنكم جميعاً .. جيلٌ ضائع » ! . بتلك العبارة الشهيرة , ا فتتح .. ارنست همنغواي .. روايته المعروفة « ستشرق الشمس أيضاً » , والتي أخذ يرددها من بعده عالم الجمال « ترود شتاين » , وقد أحس باليأس من الجيل الجديد . « لست متشائماً من هذا الجيل , لكنني لست متفائلاً أيضاً , لما أراه من عزوف شباب هذا العصر عن دارات الثقافة ومناهلها , مكتفين بتناول القشور من فاكهة الثقافة المستوردة . يقول أحد الكبار : « ينبغي على الشباب أن يشق طريقه « تحت وابل المطر وقصف الريح » . فهل يستطيع هذا الجيل الذي اعتاد أن يطرق بجفنيه ليحصل على ما يريد على طبق من ذهب , أن يمتطي صهوة المجد دون أن يقع عن حصانه ? . فالمجد .. لا يدق الباب عادة على أحد . لا بدّ من الذهاب إليه ..ولو على أطراف الأصابع , ولابدّ من السواعد المفتولة لفتح الأبواب المستغلقة طريق الغد .. معبد بالصخور , ولكي نقطع المسافة لا بدّ من أن نتكأ على تلك الصخور لا أن نتعثر بها . فالكثير من شباب اليوم يفضل أن يبقى على مقعده .. على أن يخوض بنفسه أوحال الحياة , لكن من لم يلطخ ساعديه الحبر والتراب , فسيظل أبداً مقعداً في مكانه على كرسي متحرك ! . كان أساتذتنا يقولون لنا دائماً : ألا يكفيكم ثراء المعرفة , ثم يرددون على مسامعنا : رضينا قسمة الجبار فينا لنا علم وللجهال مال . فأيهما أبقى .. المال أم المعرفة ! . في ثقافة .. البترودولار التي لا تستطيع فيها أن تميز الأبيض من الأسود , أو حتى تعرف قدميك من رأسك , لا يدري أين يضع أبناء هذا العصر رؤوسهم ! . في سياسة تصفية الحسابات الدولية تحت الطاولة , وتصفية الجيوب من ثقوب الانترنيت والموبايل والعولمة والجينز الممزق الذي لا يميز بين ذكر وأنثى .. كما في بنود حقوق الانسان , لايعلم أين يلقي الشباب بأصواتهم أو بعيونهم . في لوائح البورصة .. التي تركض بأسرع من دقات القلب , أو على مؤشرات العقارات التي تدور بسرعة شيطانية لايدري أحد أين ستقف وأين سيقف جيل هذا اليوم أيضاً . لا أحد يستطيع اللحاق بهذا العصر الذي يسابق الريح , لكنه لايسبق إلا نفسه في نهاية المطاف . ومن أراد أن يخوض السباق .. فسيصل إلى الحفرة المؤبدة أخيراً . لذا من العبث أن ينافس المال الثقافة . فالمال يذهب وجامعه معه أيضاً , أما المعرفة فتبقى .. وتبقي معها صاحبها . وقد قيل : « أن تبقى حالما .. أفضل بكثير من أن يتحقق حلمك » . فالحلم يدفع إلى الحلم , وحين ينتهي المرء من الاحلام , ينتهي قلبه من الدماء ! . وقبل أن يستسلم الشباب للعبة الكبرى , أو أن يدير ظهره للحلم , عليه أن يدرك بأن الحياة ليست مجرد معركة واحدة , إنما هي حرب مستمرة لمعارك كثيرة , قد ينتصر المرء في بعضها وقد يهزم في بعضها الاخر , فليس العار أن تهزم إنما العار أن تحولك العزائم إلى رجل منكسر . وبرغم أني لا أغبط شباب اليوم كثيراًً على عصرهم , لكني لا أجد فسحة أكبر من فسحة الأمل , فاليوم الذي يمرّ دون جديد يضيفه المرء إلى خزانته الذهبية .. هو يوم فارغ ! . والانسان الذي يبيت دون تعلم .. ولو حرف واحد .. هو رجل نصف أعمى ! ولأن هبطت الأسعار أو ارتفعت , تضخمت العملة أو انتعشت , لأن جنّ سماسرة المال أو ملأوا قراب الأرض مالاً , فستبقى المعرفة أرفع هامة وأثمن قيمة. على الجيل الجديد أن يواجه هزائمه لا أن يتجنبها .. على غرار ما يتبع من ايفاد الطيار في مهمة سريعة أخرى , على أثر حادث نجا منه ! . ليس أقدر من المعرفة على رسم الثقة داخل النفس , فهي كالمصباح السحري الذي يضيء عتمات النفس وينزع عن جدرانها المرايا المزيفة , ليرى المرء نفسه على حقيقتها . كان أحد العظماء يردد على من حوله دائماً : لا أستطيع أن أقول .. لا أستطيع .. ! فأول حرب يعلنها المرء .. هي الحرب على نفسه . فمعركة الجيل .. ليست بسلاح فتاك ولا برصاص ولا بقنابل ذرية , إنما بسلاح المعرفة وليس ادعى للهزيمة من قتل الوقت , بهدره أمام الفضائيات وشاشات الانترنيت وكل غثيانات العولمة والأغنيات الهابطة التي تحولت إلى شعارات عصرية يرددها الجميع ليل نهار ... لا بد من العودة إلى القراءة .. ونبش الكتب المدفونة في الغبار , يقولون أن جاهلاً واحداً , قد يثير الخراب في مدينة مليئة بالعقلاء , فهل يبدأ كل بنفسه , أم ستكون كلماتنا مجرد شجرة وسط غابة أشجار , كما يقول شكسبير !
| |
|